• ٢ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإحسان إلى الحاكِم

أسرة

الإحسان إلى الحاكِم
تنويه: الحاكِم كناية عن رجل السلطة في أيِّ موقع كان، أي مَنْ كانت كلمته نافذة أو مسموعة بصفته راعياً لشؤون الناس، ومديراً لأعمالهم، ومسؤولاً عن تحقيق تطلعاتهم، وقد يكون القاضي بضمنه، وفي كلِّ الأحوال نحن نتحدّث عن الإحسان إلى الحاكم المسلم العادل. 1- الإحسان إلى الحاكِم في القرآن الكريم: أ) الطاعة له فيما يُرضي الله تعالى، وإلا فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ولا معونة له على ظلم العباد. قال تعالى:(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود/113). ب) التلطُّف في مُخاطبته ونقده لئلا تستثيره وتهيج غضبه عليك: قال سبحانه في إرشاده لموسى وهارون (ع) في كيفية مخاطبة فرعون: (اذهَبا إلى فِرعَونَ إنّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَولاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يُخشَى) (طه/ 43-44). ت) مطالبته بالشورى والعمل البرلمانيّ الذي يُوزِّع السلطة ولا يحصرها بيد فرد: قال تعالى على لسان بلقيس ملكة سبأ: (قالَت يا أيُّها المَلأُ أفتُونِي فِي أمرِي ما كُنتُ قاطِعَةً أمراً حتّى تَشهَدُون) (النمل/ 32).   2- الإحسان إلى الحاكِم في الأحاديث والروايات: قال الإمام موسى بن جعفر (ع): "لا تذلّوا رقابكم بتركِ طاعةِ سُلطانكم، فإن كانَ عادلاً فاسألوا الله إبقاءه، وإن كان جائراً فاسألوا الله إصلاح، فإنّ صلاحكم في صلاح سُلطانكم، وإنّ السلطان العادِل بمنزلةِ الوالدِ الرحيم، فأحبّوا له ما تُحبّون لأنفسكم، واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم". وكان الإمام علي (ع) يوصي رعيّته بنقده كحقٍّ للشعب على حاكمه، فيقول: "فلا تكفّوا عن مقالةٍ بحقٍّ، أو مشورَةٍ بعدلٍ، فإنِّي لستُ في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي". ومن الإحسان إلى الحاكِم، مطالبته بكشف الحقائق والتحقيقات وعدم التكتّم والتستّر على الأخطاء والمخالفات، حتى لا يتراكم سوء الظنّ به وسلطته ويُصار إلى إسقاطه: يقول الإمام علي (ع) في عهده لـ (مالك الأشتر) حينما ولاّهُ على مصر: "وإن ظنّت الرعيّة بك حيفاً فاصحِر لهم بعذرِك، وأعدِل عنهم ظنونهم بإصحاركِ، فإنّ في ذلك رياضةً منك لنفسك، ورفقاً برعيّتك، وإعذاراً تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحقِّ".   3- الإحسان إلى الحاكِم في الأدب:

قال (أرسطو) مخاطباً الإسكندر: "إملكْ الرّعيَة بالإحسان إليها، تظفر بالمحبّة منها".

قال (عمر بن عبدالعزيز) يُخاطب رعيّته (شعبه): "أيّ عاملٍ من عُمّالي (وزير، مدير، موظّف) رغبَ عن الحقَّ (رفضه)، ولم يعمل بالكتاب والسنّة فلا طاعةَ له عليكم، وقد صيّرتُ أمرهُ إليكم حتى يُراجع الحقّ وهو ذميم".

يقول (جون مارشال): "الحكومة المُثلى، هي حكومة القانون والمؤسسات، لا حكومة الرجال والأشخاص".

وقال (ألكسي دوتوكفيل): "لا ديمقراطية دون مُحاسبة، وإلا انكفأ الأخيار وتمادى الأشرار".

قال (حافظ إبراهيم):

رأيُ الجماعةِ لا تشقى البلادُ به رغمَ الخِلاف، ورأيُ الفردِ يُشقيها وقال آخر: لا لا حياة بغيرِ دستورٍ يقي الأوطانَ مهما مسَّهنّ عذابُ  

ارسال التعليق

Top